Sabtu, 02 Juli 2011

Pembinaan kepribadian dalam Tarbiyah dan Dakwah

في بناء الشخصية المراهقة المسلمة من خلال الـ
ESQ
(في مجال التربية والدعوة الإسلامية)
إعداد: أحمد مرادي

الخلاصة:
إن المراهقة مجموعة التغيرات المتميزة: الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية التي تتم في العقد الثاني من العمر، فلازم للوالدين والمعلمين والدعاة أن يعرفوها كي يستطيعون أن يربوها تربية حسنة والوقوف على الفروق الفردية بينها ويدعوها إلى الخير. وتعين الآباء والمدرسين والدعاة على تفهم خصائص مراحل النمو والانتقال من مرحلة إلى أخرى، وفي عملية التنشئة الاجتماعية بتكوين الشخصية المسلمة النموذجية في ضوء الشريعة الإسلامية.
التعبيرات الأساسية: الشخصية، المراهقة المسلمة، الـESQ، التربية والدعوة الإسلامية

تمهيد
فقد جاء البيان في علم النفس أن في عمر 12-20 عاما يعتبر مراهقة في الحياة البشرية. ويعتبر أيضا في هذه المرحلة عدم الثبات الانفعالى وتغيير السلوك وبين الثقة بالنفس وعدم الثقة بها. ويذكر أنها عدم الثبات الانفعالى وتغيير السلوك لأنها مرحلة نمائية انتقالية من علم الطفل إلى عالم الكبار التي يعرف بتغيير الجسم وتكبره. إذا يراه من جهة جسمية فنراه له جسم كبير وبدن يكبر من قبل، وتغيير الصوت من صغير إلى كبير، ويمكن القول أنه يبلغ ويكبر. وعلى وجه العموم فبالرجل الذي جاءه الاحتلام في النوم، والمرأة التي جاءها الحيض.
هذه المرحلة تعتبر عصر يبحث عن الإيجاد على النفس باهتمام الجنس، والتجميل وتقديم شيئا أخرا على الغير. وتعتبر أيضا أنه يحب المقارنة بين التشريع القانوني والواقع في المجتمع، الاختلاف بين الشريعة والعمل في المجتمع. وغالبا يفرض النقد على ما فعله المجتمع.
فهناك شيء إجابي، إن المراهق في بحث ذاته في الحياة ومعه التزويد الكاف على الشريعة الإسلامية الصحيحة حتى يقدر على أن يقارن بينها والواقع. ولكن الكثير أنهم يعيشون في البيئة السيئة التي تؤثر على سلوكهم إلى سلوك غير صحيح.
ولو كان بناء الشخص أو تنمية التربية الدينية على الأولاد بدأ قبل ولادته، في وقت اختيار الزوج أو الزوجة، أو يكون الولد في الرحيم. فهذا الحال يستمر حتى ينال مرحلة النضج أو الرشدة. ولا يكون صحيحا إلا مع الرعاية والاهتمام لأنه في طور النمو، وهذه عملية طويلة غير قصيرة، ويمكن القول أن التربية هي الحياة. لأن رجل كان أو امرأة في أي مكان كان يقابل تحديات كثيرة ولكن مع التعامل الجيد فهي تكون وسيلة لبناء الشخصية النموذجية.
بناء على ذلك، فيركز الباحث في بحث عن بناء شخصية المراهق المسلم من خلال الـESQ المنبثق على الشريعة الإسلامية (في مجال التربية والدعوة الإسلامية).

الشخصية وتعريفها في منظور الإسلام
هناك المصطلاحات التي بمعنى الشخصية مثل، Mentality, Personality, Individuality, و Identity .
تعتبر الشخصية نظرية واسعة في علم النفس، وفيما يلي التعريفات بها التي تبين لوضوح فهي:
أ‌- الشخصية هي الفطرة الطبيعية التي تبرز فيها ميل، وحب و غريزة يخلطها الصفات الموجودة من خلال الخبرة في النفس.
ب‌- الشخصية هي الفطرة الطبيعية التي توجد في النفس وفي تنميته.
ج- الشخصية هي توحيد نظم عادات وتقاليد يدل على أن الفرد وخصائصه لظروفه مع البيئة.
نظرا من التعريفات السابقة فيعرض غوردون و. علفورت (1961م) بتعريفها أن الشخصية هي منظمة حيوية التي تتكون من نظم جسمية وروحية في الفرد يضبط كيفية تكييف مخصوص من الأفراد في البيئة.
يوجد في اللغة العربية أن كلمة شخصية من كلمة شخص تزاد فيها ياء نسبة تكون مصدرا صناعيا. وهناك أسباب لايعرف هذا المصطلح، لأن: (1) لايوجد في القرآن إلا في الحديث، ولو كانت الكلمة بشكل مختلف بـ "شخص" ليست شخصية. (2) ولا يوجد أيضا في الكتب التراث عند الفيلسوف والسادة الصوفية، لأنهم يعرفون كلمة أخلاق ويستخدمونها أكثر من الشخصية. (3) حقيقة، أن الشخصية لايحتوي القيم الأساسية في الإسلام ليبرز الظواهر والسلوك جوهريا؛ بمعنى يلزم استخدام الشخصية في الفيسولوجي الغربي الذي يهتم بوصف السلوك و التقاليد المخصوصة لدى الفرد. فأما الأخلاق فيهتم بظهور الخير والشر في السلوك. وأما الشخصية فلا تعرف الخير والشر في السلوك.
وجاء في المراجع المعاصرة في الإسلام أن الشخصية التي يستخدمها المؤلفون كثيرا في تصور شخصية الفرد وتقويمه. فالشخصية المسلمة بمعنى الشخصية عند المسلمين. وتغيير المعنى هذا يدل على أنها قد يتفقون عموما في استخدامها. وقال يوسف مراد أنها تتعلق بـ أ- الشخصية الأنانية أو الشخصية الذاتية لوصف الشخصية الظاهرة في منظور الذاتي نفسه، ب- الشخصية الموضوعية أو الشخصية الخلق لوصف الشخصية الظاهرة من ذات أخرين، بسبب أن شخصية الفرد تكون موضوعا في التصورات.
والموضوع المشهور الأخر أيضا هو الأخلاق. الأخلاق جمع خلق بضم الخاء واللام، وهو لغة العادة والسجية والطبع والمروءة والدين ، قال ابن قيم الجوزية: "الدين كله خلق فمن زاد عليك زاد عليك في الدين" . قال الراغب: "الخَلق والخُلق بالفتح والضم في الأصل بمعنى واحد. لكن خص الخَلقَ بالفتح بالهيئات والصور المدركة بالبصر وخص الخُلق بالضم بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة" . أما ابن منظور فيقول: "حقيقة الخُلق أنه لصورة الإنسان الباطنة وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها بمنـزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها. ولهما أوصاف حسنة وقبيحة.
وبيّن الغزالى أن الخُلق هو عبارة عن هيئة في النفس راسخة، عنها تصدر الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية. وأما ابن المسكوية فقال أن الخُلق هو حال للنفس داعية لها إلى أفعالها من غير فكر ولا روية . ويقول الجرجاوي أن الأخلاق التي يحيطها الحال الباطني ليست ظاهرة. وعلى سبيل المثال، أن الشخص البخيل يمكن أن يتصرف المال رياء وتكبرا، وبالعكس أن الشخص الكريم يمنع ماله عن الخروج للمصلحة والخير.
إذا كان المقصود بالنفس على تعريف الأخلاق التي يحيطها الجسمانية فهي تساوي personality في المعنى، ولكن إذا كان المقصود بالنفس على ظروف نفسي فقط فهي لا بمعنى personality. لأن personality يحيطه الشخصية الظاهرة و الشخصية الباطنة. وذلك معنى ثنائى التي يحتاج إلى تعريف آخر ليحقق الخُلق الصحيح.
وحدّد منصور علي رجب أن الخُلق بمعنى التَبْع والسجية. والتبع هو صورة باطنية ثابتة عند الإنسان. وهذه الصورة توجد في نظام الجسم الذي خلقه الله منذ ولاده. والسجية هي طبيعة الإنسان التي ينتج من الوحدة بين التبع الإنساني والعمليات المكتسبة. وكانت الطبيعة تظهر في الخارج وأحيانا مازالت في الداخل.
وقال محمد عماد الدين إسماعيل، أن مصطلحي الأخلاق و الشخصية يتبادلان في الاستخدام، لأنهما بمعنى واحد. ولكن قد تخالف المراجع المعاصرة بين ذانك المصطلحين وليسا بمعنى واحد. فالأخلاق هو السعي على تقويم الشخصية، أو التقويم على الخصائص العامة التي توجد في السلوك خيرا كان أو شرا، وقويا كان أو ضعيفا، و صالحا كان أو سيئا. وأما الشخصية فهي لا تتعلق بسلوك أكان مقبولا أم لا، وليس فيها عناصر تقويمية.

الانفعال النفساني و الذكاء الروحي
الذكاء و يسمى بالانجيلزية intelligence ، وقال جي.في. شابلن “J.P. Chaplin” أنه: (1) القدر على المقابلة والتكيف مع المواقف الجديدة سريعا وفعّالية؛ (2) القدر على استعمال المفاهيم المجردة جيدا؛ (3) السرعة على القدر على فهم الارتباط و التعلم. والذكاء لغة الفهم والسرع و كمال شيئ؛ وهوبمعنى القدرة على سرعة الفهم وسرعة الربط كاملا . وعرّف ويليم سترن “William Stern” الذي نقله دي قروو “D.Crow” و ألياس قروو “Alice Crow” أن الذكاء التكلف العام عند الفرد الذي يمكن أن ينظر في استطاعة الفكرة على طلب الحوائج الجديدة، و كون الروح الذي يستطيع أن يتكيف ويقابل المشكلات والمواقف الجديدة في الحياة عامة. وعرض عبد الرحمن العيسوى بعد أن وجد اختلاف تعريف الذكاء عند علماء النفس، وقال: "نستطيع أن نلمس أن الذكاء قدرة عامة تظهر في قدرة الفرد على التعلم واكتساب المهارات وفي القدرة على التكيف مع المواقف الجديدة أو المشكلات الجديدة التي تواجه الفرد، وفي القدرة على ممارسة العمليات العقلية العليا كالتفكير والتذكر و التخيل وإدراك العلاقات وحل المشكلات."
ومن التعريفات السابقة، فيمكن أن أتخلص بأربعة معان على وجه العموم وهي: (1) القدر على التفكير وأخذ الاعتبار من الخبرات الكثيرة؛ (2) القدر على التفكير أو يبصر مجرّدا؛ (3) القدر على التكيف؛ (4) القدر على التشجيع في النفس وحده لتحقيق الواظفات الصحيحة.
ومنذ قديم الزمان، يعتقد الناس أن مَن الذي له الذكاء العقلي أو المنطقي في درجة عالية فهو ولد عبقري وماهر؛ مع أن من المباحث المحصولة قد يكتشف أن الذكاء الانفعال النفساني له دور أهم من الذكاء العقلي أو المنطقي. و الذكاء المخ قسم قليل لنيل النجاح؛ وإنما الذكاء الانفعال النفساني الذي يسوق الفرد إلى قمة النجاح والانجازات ليس الذكاء العقلي أو المنطقي. والواقع الكثير أن من له الذكاء العقلي أو المنطقي في درجة عالية، ولكن ليس له قدرة في المنافسات والمسابقات؛ وبالعكس أن من له الذكاء العقلي أو المنطقي في درجة طبيعية وهو ناجح في العمل ويكون مديرا في كل مجال.
أ‌- الذكاء الانفعالى
يعرّف فيتر سالوفي “Peter Salovey” الذكاء الانفعالى أولا، وهو من جامعة هرفرد “Harvard University” و جون ماير “John Mayer” من جامعة نيو همصابر“New Hampshire University”. ويشهره بعدهما دانيل غول مين “Daniel Goleman” في كتابه المعروف “Emotional Intelligence: Why It Can Matter More Than IQ” في سنة 1995م.
جاء في معجم علم النفس أن الانفعال ردّ الفعل المعقد الذي يكون في داخل الجسم. والصفات لبعض الانفعالات هي السرور والسعادة و الغضب والملل والخوف وغيرها.
وحدّد غول مين “Goleman” أن الانفعال مع العاطفة والأفكار الخاصة كون البيولوجية والفسيولوجية والأفعال المحيطة به. ويعتبر الانفعال ردّ الفعل المعقد الذي يرتبط بالنشط العالي والتغييرات العميقة مع الشعور القوية. والشعور خبرات وعية ينشطها العامل الخارجي أو حال من أحوال جسمية. وبعض الأحيان يقظه الدوافع حتى تكون ارتباطا فعاليا بين الانفعال والدوافع. قروو وقروو “Crow and Crow” الذي نقله عبد المجيب و يوسف مذكّر في تعريف الانفعال هو الأحوال التي تؤثر ويتبع مع التكيف في داخل الجسم على وجه العموم؛ والأحوال المحركة على النفس والجسد في الفرد ويمكن معرفتها من خلال الطبيعة والسلوك. فجميع الانفعالات هي الدافع والدعم للعمل جوهريا.
بناء على تعريف الذكاء والانفعالى, يصعب لنا أن نتوحدهما في تعريف الذكاء الانفعالى. وقال كوفر وعايمان “Cooper and Ayman” الذي نقله مورني رحماتينى، أن الذكاء الانفعالى القدر على الفهم، وحركة في تطبيق القوة وتسريع الانفعالى ويكون مصدر القوة والاعلام و التعامل والآثر الإنساني.
وتتسم الفكرة الانفعالية الأفضل بسرعة الاستجابة مع غير التفكير، تفضل الشعر على الفكرة، والواقع الرمزي الذي يمثل الطفل، والخبرات الماضية تحل محل الحاضر، والواقع يقرره المواقف الحالي.
1) الذكاء الانفعالى وأهميته
يذكر علماء النفس أن الذكاء العقلي له دور حوالي 20% فقط في حصول النجاح في الحياة، وأما الباقي يعني 80% إن النجاح فقد ترمي إليه العوامل الأخرى، ومنها الذي له دور مهم هو الذكاء الانفعالى. ويعمل الذكاء الانفعالى تعاملا بمهارة المعرفة، والذين لهم إدراك المعالى قد يملكونهما، ومن تزايد الأعمال المعقدة فمهم له الذكاء الانفعالى.
2) مفاهيم الذكاء الانفعالى
يتصف الذكاء الانفعالى بخمسة مواقف، وهي:
(أ‌) معرفة العاطفة في النفس أو إيقاظ النفس،
(ب‌) التدبير على العاطفة،
(ج) التشجيع على النفس،
(د) معرفة العاطفة على الغير، أو سرعة الإحساس،
(ه) بناء علاقة تفاعل وتأثير التبادل.

3) تشكيل الذكاء الانفعالى
وفي هذا الحال، حاجة ماسة إلى البناء مع الجهد لحصول نتيجة جيدة، يعنى التغيير في إطار بناء الذكاء الانفعالى في الداخل، فبي علاقته بالدين، فهو داعم ووسيلة، لأن الذي يعمل عملا صالحا مستمرا بما شرع سوف يحمل إلى التغيير المقصود. وعلى سبيل المثال، الصوم. يتمثل في الصوم الصبر والاعتماد على النفس وقوة الإرادة.
ولايكفى بالذكاء الانفعالى في التنمية التالية خاصة في تنمية النفس التي له أبعاد إلهية, فالذكاء الانفعالى يؤدي إلى علاقة سطحية مع أن غيرها مهم أكثر منها هي علاقة أفقية يعني القدر على بناء علاقة أفقية ويسميها بالذكاء الروحي.
ب‌- الذكاء الروحي
لقد بيّن دانه جوهر و جن مرشل “Danah Zohar and Jan Marshall” أن الذكاء الروحي هو القدرة على المقابلة و حل المشكلات من حيث المعاني والقيم، وهو الذكاء في محل السلوك والحياة في سياق المعاني الواسعة والغنية، الذكاء في إعطاء الدرحة أن السلوك أكثر معان مع الغير. فالذكاء الروحي إطار لتوظيف فعاليات الذكاء العقلى والذكاء الانفعالى، بل أن الذكاء الروحي أعلى الذكاء في نفوسنا.
يتعرف دانه جوهر “Danah Zohar” أن الإنسان له ثلاثة أبعاد هي الجسم و العقل و الروح. وقال: أن الإنسان مخلوق روحي أساسا ويدفع عليه السؤال المهم عن حقيقة الحياة. يواجه الإنسان إلى الشوق الإنساني لإيجاد المعاني والقيم مما يعمل ويشارك في الحياة الأسر والمجتمع والجاه والدين و العالم.
وقال الأنثروبولوجي والنيورولوجي أن الشوق إلى المعاني والقيم التي تظهر منه، فهو لمرة أولى يحمل الإنسان إلى الخروج من الغابة في المليونات الماضية. وقالوا أن الحاجة إلى المعاني تتولد التخيل الرمزي و التغير اللغوي و سريع تنمية مخ الإنسان.
ويرى الغربيون أن الذكاء الروحي من الفسيكولوجي ويرى أن المتدين المطيع لا يثبت له الذكاء الروحي، فالأكثر لهم التعصب وغير التسامح مع المتدين الغير، حتى أصبحت العداوة والخصومة بينهم. ولكن بالعكس، يمكن الذي يمسك الإنساني الغير ديني يملك الذكاء الروحي العالي، حتى يوافق الفرق في الفرق “agree in disagreement” والتسامح. وهذا يدل على أن الروحي ليس بمعنى الدين أو الإلهية.
ولذلك بين أري جنانجر أغوستيان في كتابه الـ" ESQ " أن الذكاء الروحي الغربي لم يصل ولا يمس عنصرا إلهيا. المبحث منه في إطار البيولوجي أو الفيسكولوجي فحسب. وقال أري جنانجر أغوستيان أن الذكاء الروحي هو القدرة على فهم المعنى أي العبادة في جميع السلوك والأنشطة من خلال الخطوات والأفكارالحنيفة ليكون إنسانا حنيفا ويملك الفكرة التوحيدية والتكاملية بأساس لله سبحانه وتعالى.
1) كيفيات ترقية الذكاء الروحي
على الواقع، ذكر جوهر ثماني كيفيات للفرد حتى يكون ذكاء روحيا في المعاصرة الحالية، وهي:
(أ‌) معرفة الدوافع الداخلة العميقة،
(ب‌) الوعي العالي في النفس،
(ج) استجابة عميقة على النفس،
(د) القدرة على استفادة وحل المشكلات،
(هـ) القدرة على الرد على الغير،
(و) التمرد على العقبات التى تؤدي إلى المفسدة،
(ز) يكون الذكاء الروحي في الدين،
(ح) يكون الذكاء الروحي عن الموت.
2) الاستدلال العلمي عن الذكاء الروحي
في أول التسعينات قد بدى البحث الذي يسيره إلى النيورو الفسيكولوج ميكائل برسينجر “Michael Persinger” ، ثم في السنة 1997م قد بدى " نقطة إلهية" “God Spot” في مخ الإنسان الذي وجدها "في.إس. رما خندران “V.S. Ramachandran” مع الأخرين في جامعة كليفورنيا.

جسم المراهق ونفسه وحيويته

وقال الفسيكولوجيون أن المراهق يمكن أن نراه عنصرين في التنمية؛ وهما تنمية الجسم والنفس. فمن ناحية جسمية، يتسم المراهق بنضج الفرج والجسم بصفة العموم. وهو ينال على الشكل الكامل ويعمل عملا كاملا، أو بكلمة أخرى، تتمثل المرحلة المراهقة في بداية البلوغ وينضج الجنس بشكل ناضج.
وفي الناحية الفسيكولوجية عامة، يمكن أن نحدد أن المراهقة مرحلة متكملة في مراحل التنمية قبلها سواء كانت تنمية المعرفي (الوعي، الذكاء) وتنمية الأخلاق وتنمية الجنس. وأما من ناحية الأعمار فاختلف الفسيكولوجي في تخصيص المرحلة المراهقة، ولكن يمكن الخلاصة أنه تكون المرأة 12 إلى 21 سنة في عمرها، وللرجل 13 إلى 22 سنة.
وناحية نفسية للمراهق تتمثل فيما يلي:
أ‌- تنمية الذكاء
ويمكن أن نذكر أن نقطة المقياس في الذكاء الذي يفترضها القرآن في النقاط التالية:
1) القدرة على فهم قانون السببية، كما جاء واضحا بقوله تعالى: " وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون" (المؤمنون\23: 80)
2) القدرة على فهم نظم العالم، بقوله تعالى: " قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون" (الشعراء\18: 28)
3) القدرة على الفكر السليم وهي قدرة على اختيار المشكلات والقضايا وترتبها مرتبا ترتيبا جيدا من الظواهر المعروفة، بقوله تعالى: " وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون" (الرعد\13: 4)
4) القدرة على أن يرتب الحجات المعقولة، بقوله تعالى: " يا أهل الكتاب لم تحآجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون. هاأنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحآجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون. ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين. إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين. (آل عمران\3: 65-68)
5) القدرة على الفكر النقد، بقوله تعالى: " ما جعل الله من بحيرة ولا سآئبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون" (المائدة\5: 103)
6) القدرة على أخذ الاعتبار من الخبرات، بقوله تعالى: " وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون. فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون. فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين. وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم. وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون. فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون" (الأعراف\7: 164-169)
ب‌- تنمية الانفعال
وقد جاء في الإسلام، أن الانفعال فطرة إنسانية يمنحها الله تزويدا في الحياة الدنيا. والانفعالات الموجودة وسيلة للإنسان ليعرف نفسه ويعرف خالقه، ويستجيب المشكلات والقضايا وحللها حتى تكون الحياة حيوية وتكون الحياة حياة أو بلغة أخرى "إنسانية الإنسان".
ويبرز الانفعال في المرحلة المراهقة مثلا الانفعال الذي قد يكون أحيانا يتكبر، ويغلب على الغير وحده أو لايقال له أنه قد غلبه شخص، ويدعم الغير أوالفرقة على الأخرين, والهم والسرور والبهجة والغضب والحسد والحقد ونحو ذلك.
ج- تنمية الأخلاق
يدخل البحث عن الإيجاد على النفس في هذه التنمية. والمراهق قد يستطيع أن يفارق الخير والشر بصفة بينة وعيا حتى تغرس الأخلاق فيه، ولكن قد تكون سلبية، إذا كان المراهق يعيش في ظرف بيئة المجتمع السيء.
د- التنمية على التدين
وكذلك في هذه المرحلة، يفكر المراهق فكرة عقلية ويستطيع أن يعبر أشياء مجردة، مثلا عن وجود الإله، أو بلغة أخرى، يظهر عقل ديني في نفس المراهق. وفي هذا الجانب يشعر الغمَّ والهمَّ الذي يحتاج إلى الشكاوى إلى الله تعالى في العبادة، وفي جانب أخر، يكاد ذوقه الإيمان ضعيف حتى يكسل في العبادة.



أهميات معرفة الشخصية المراهقة في التربية والدعوة الإسلامية

ويهمّ للمربي والداعي أن يعرف بهذه المرحلة ليسوق إلى الأهداف الصحيحة كما علّمنا النبي . لأن سوف تصبح التربية والدعوة صعبا للمربي والداعي، إذا كانتا يسلكهما في غير مايناسب بالدارسين خاصة وبالمجتمع عامة.
1- التربية الإسلامية
فالتربية لها ثلاثة أصول لغوية وهي الأصل الأول: ربا يربو زاد ونما وفي هذا المعنى نزل قوله تعالى: "وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله..." (الروم\30: 39). الأصل الثاني: ربي يربي على وزن خفي يخفى ومعناها: نشأ وترعرع. الأصل الثالث: ربّ يربّ بوزن مدّ يمدّ بمعنى أصلحه، وتولى أمره وساسه وقام عليه ورعاه.
وقد استنبط الأستاذ عبد الرحمن الباني كما نقله عبد الرحمن النحلاوي، وقال: من الأصول اللغوية أن التربية تتكون من عناصر، أولها: المحافظة على فطرة الناشىء ورعايتها، وثانيها: تنمية مواهبه واستعداداته كلها، وهي كثيرة متنوعة، وثالثها: توجيه هذه الفطرة وهذه المواهب كلها نحو صلاحها وكمالها اللائق بها، ورابعها: التدرج في هذه العملية.
ومعرفة مرحلة النمو وخاصة في المراهقة للمربي والآباء والغير مهمة جدا لأن:
1- من الناحية النظرية،
أ‌- أنها تساعدنا على معرفة ما الذي نتوقعه من المراهقة ومتى نتوقعه،
ب-أن المعرفة بمبادئ وقوانين النمو وتوفر للكبار والقائمين على تربية ورعاية وتوجيه المراهقة المعرفة اللازمة بمتى يمكن استثارة النمو ومتى لا تستثيره،
2- من الناحية التطبيقية،
أ-بالنسبة للمعلمين،
1) الوقوف على استعدادات المتعلم، 2) تساعد المعلم على الوقوف على الفروق الفردية بين التلاميذ.
ب- بالنسبة للآباء،
1) تساعد دراسة النمو الوالدين على معرفة خصائص الأطفال والمراهقين مما يعينهم وينير لهم الطريق في عملية التنشئة الاجتماعية لأبنائهم.
2) تعين الآباء على تفهم خصائص مراحل النمو والانتقال من مرحلة إلى أخرى،
3) للفروق الفردية الشاسعة في معدلات النمو تتيح لهم الفرصة في ألا يكلفا المراهقة إلا ما في وسعه ولا يتوقعان منه فوق ما يستطيع.
ج- بالنسبة للأخصائيين الاجتماعيين،
1) تعين على فهم المشكلات الاجتماعية وثيقة الصلة بتكوين ونمو الشخصية والعوامل المحددة لها مثل: مشكلات الضعف العقلي، والتأخر الدراسي، وجناح الأحداث، والانحرافات السلوكية ونحوها.
2) والعمل على الوقاية منها وعلاج ما يظهر منها، كما تساعدهم في عمليات ضبط سلوك الفرد وتقويمه في الحاضر والمستقبل كمواطن صالح.

2- الدعوة الإسلامية
وتهمّ أيضا الدعوة بتبليغ إلى ما أرسل الله على رسوله ، فقد انتشر الإسلام في العالم نتيجة من الدعاة والداعي الأول هو نبينا محمد ، ومن ثمّ يتبع الصحابة على ماأمر الله والرسول، وكذلك التابع والتابعون. والدعوة من دعا يدعو دعوة وفاعله داع أو داعية. وهو الذي يدعو الناس إلى الهدى والهداية حتى ينيرهم في سعادة الحياة الدنيا وفي الآخرة.
فالكيفية والنظم هامة في التبليغ بكيفية جيدة ونظم صحيحة، وكذلك في تبليغ دين الإسلام. وفي إبلاغه فقد انتشر الإسلام في العالم وبدونه لا يمكن للدين أن يعتنفه الناس في العالم. وقصارى القول أن الدعوة مهمة في حياة دين الإسلام. وأما هدف الدعوة فهو يبلّغ ويذيع الهدى في الإسلام إلى الناس ليتبعوه ابتغاء مرضات الله مثل الاعتقاد، والعمل الصالح و الأخلاق الإسلامية و تقوية الصلات الرحيم بينهم.
وهناك عدد كبير من الآيات وردت في كتابه جل جلاله عن الدعوة الإسلامية، ومنها، قوله تعالى: " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" (آل عمران\3: 104)
وهذه الآية تدل على أن أوجب الله على بعض المسلمين في الدعوة التي يدعو إلى المعروف والخير وينهون ويمنعون عن المنكر. ولكن ينبغي للداعاة أن يملك الطرق التي تدعمهم فيها ، كما بيّن الله تعالى في قوله: " ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسنُ..." (النحل\16:125). وقال النبي :" أمرنا أن نكلم الناس بقدر عقولهم" (رواه مسلم).
والصفات التي ينبغى للدعاة أن يملكها هي: معرفة مضمون القرآن والأحاديث، عمل ما علم، الجود وواسع الصدر، الشجاع في الحق، مرعاة على حرمته، لهم لسان فصيح وكلام بليغ، لهم الإيمان القوي والراسخ، تواضع ولا تكبر، حماسة وهمة قوية، صبر وتحمل، أمانة وتقوى، ابتغاء مرضات الله، ونحو ذلك.
إن الدعوة نوعان، أولها التعليم والتلقين، وثانيها تحسين الأخلاق. والمعنى الأول هو يبين الاعتقاد والتوحيد والإيمان على قدر عقولهم المستمعين. وكذلك في تبيين الأحكام الخمسة: الواجب والحرم والسنة والمكروه والمباح. فهذا حاجة ماسة إلى لغة فصحى وبليغ. والمعنى الثاني هو يبين تعريف الأخلاق المحمودة مثل الشجاعة والآدب والصدق والأمانة وغيرها اتباعا مع أخلاق الرسول . وبالعكس يبين أيضا تعريف الأخلاق المذمومة مثل الخوف والخيانة والغضب والكذب اجتنابا عنها.
فيعتبر المربي والداع أنهما أسوة وقدوة حسنة للغير فضلا للمراهقين خاصة، ويكونان نموذجيا للمجتمع عامة.

في بناء الشخصية المراهقة المسلمة من خلال الـESQ (في مجال التربية والدعوة الإسلامية)

ويذكر كما سبق، أن المرحلة المراهقة فترة انتقالية بين المرحلة الطفولة والرشدة. ويمكن القول أن هذه الفترة "فترة مزعزعة" ولايزال في بحث عن الإيجاد على النفس. ولذلك يسهل للمراهق أن يحصل ويتعود الجميعَ من حيث الأفكار والسلوكيات والمفاهيم خيرا كانت أو شرا على السواء.
فالشخصية والفطرة التي يملكها المراهق فضل عجيب، وتكون وسيلة ومِدْيا لنفسه لإيجاد على النفس، مملوء قوت الجسم والروح، غرسا على الإيمان الصحيح.
تماشيا على ذلك، يحتاج المراهق إلى المعارف والمعلومات تيسيرا له في نيل كل ما يريد. وعنصر هام داخل النفس هو بناء الشخصية من خلال الـESQ الملائم بشريعة إسلامية.
يفترض القرآن مصطلاحا في إطار البناء على الشخصية ألا وهو حبلٌ من الله وحبلٌ من الناس. هذه العبارة تتساوى بمعنى الـESQ. إذاً، الاتجاه في بناء الشخصية المراهقة هو كيف يستطيع المراهق أن يصنع علاقة وثيقة وبنائَها بينه وخالفه، بينه والغير علاقة منسجمة؛ و يستطيع أن يدبر انفعاله وروحه تدبيرا صحيحا ومرضاة لله تعالى.
والقول في بناء العلاقة الجيدة هو علاقة يتقبلها البيئة حوله؛ علاقة مصنوعة بأساس النيات الصالحة والدوافع الصحيحة الملائمة بشريعة إسلامية.
يود الباحث أن يفترض الكيفيات التي يمكننا أن نطبقها تطبيقا صحيحا للمراهقين كي أنهم في سلوك حسن وهو النقاط التالية:


أ‌- الإيمان الصحيح واليقين الصحيح
الإيمان هو التصديق لقوله تعالى: "... وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين" (يوسف\12: 17). محل الإيمان بمعنى التصديق الجازم هو القلب لقوله تعالى: " ولما يدخل الإيمان في قلوبكم إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون" (التوبة\9: 45).
ويجيء لفظ الإيمان في لسان الشرع مرادا به التصديق الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر كله خيره وشره حلوه ومره لقوله تعالى: " آمن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله". (البقرة\2:285). ولحديث سؤال جبريل عليه السلام قال للنبي أخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالقدر كله خيره وشره (رواه البخاري ومسلم).
ويجيء الإيمان في لسان الشرع أيضا مرادا به الأعمال الظاهرة من الأقوال والأفعال المبنية على التصديق واليقين. مما تقدم توارد الإسلام والإيمان على الاعتقاد والنطق والعمل الدين كله عقد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالجوارح الظاهرة والباطنة وكل واحد من الثلاثة يسمى إيمانا باعتبار ويسمى إسلاما باعتبار آخر فعقد القلب يسمى إيمانا لأنه تصديق ويسمى إسلاما لأن عقد القلب على الشيء إذعان وخضوع له ونطق اللسان بالشهادتين يسمى إيمانا لأنه دليل على التصديق ويسمى إسلاما لأنه دليل على الخضوع والانقياد.
لا يكون كل فعالية وعمل صالح نافعة وفائدة إلا بالإيمان الصحيح واليقين الصحيح، وهذا بسبب أنهما أساسان في الإسلام على معنى العبادة. ولا يكون واجبا بدون الإيمان واليقين إلى الله تعالى. تبرز التربية والدعوة الإسلامية التي يبنيها المربي والداع على المراهقين في عمليات اليقظة والبناء على قدر عقولهم، فضلا عن الإيمان واليقين، بناء على ذلك فشعر المراهقون محسوسا دون مجرد.


ب‌- الفهم الصحيح
شيء نهتم به في هذا القسم هو السعادة في الدنيا والسعادة في الآخرة. وكل فعل وسلوك يكون دستورَ الحياة هو الذي يتجه إليها وينسجم بين المفاهيم والتطبيقات في الحياة. فهو منبثق على كتاب الله وسنة رسوله، فالمعيار على السلوكيات الحياة بهما، مثل تحذير المراهقين من الحرام، والأخذ على يد مرتكبه، وتذكيرهم بالمراقبة الإلهية لهم، والمعاقبة الربانية على قبح فعلهم، ليستقر في نفوسهم شناعة الحرام، وقبح الإجرام، وسوء السيئات والآثام. ترغيبهم في التصدق بما هو قديم ونافع كالملابس القديمة، والأواني المستخدمة، والأثاث المستعمل على المحتاجين لها والراغبين فيها، بدلا من إلقائها، والتخلص منها. تحذيرهم من التبذير والإسراف في مأكلهم ومشربهم وملبسهم ومركبهم ومسكنهم وجميع شؤونهم. تعويدهم على النظافة العامة الداخلية والخارجية مع النفس ومع الآخرين في البيت وخارجه، ونحو ذلك.
ج- الفكرة السليمة
تبرز الفكرة السليمة على أنها تبدأ بفهم صحيح. الفكرة على النفس وفهم الإسلام برحمة للعالمين هو الفهم الصحيح بالنفس والإسلام نفسه حتى تبرز الفكرة لا عوج ولا يفهم المفاهيم الإسلامية التي كانت اكتملت. وظهرت الفكرة المفتوحة والمغلقة بسبب الفهم غير صحيح بالدين. فيمكن نطبّق العمليات على المراهقين مثل غرس عظمة كتاب الله في قلوبهم وزرع محبته ورهبته في صدورهم، وتحذيرهم من امتهانه أو إهانته أو الاستهانة به، وتذكيرهم بآداب تلاوته، وأحكام قراءته وطرق صيانته والمحافظة عليه وعدم العبث به. وتعويدهم على الكرم والبذل عند حضور الأضياف، بالحرص على مشاركتهم في الترحيب بالضيوف وخدمتهم، ومد يد العون لهم والمشاركة في إعداد قراهم وإكرامهم والجلوس معهم للاستفادة منهم. وتنبيههم إلى احترام ممتلكات الآخرين والحرص على المحافظة عليها، وعدم التعدي عليهم فيها، سواء في الأمور والأشياء المشاعة للجميع أو الخاصة بالأفراد. وترغيبهم في الدعاء لأنفسهم والدعاء لغيرهم مبتدئين بالوالدين والأقربين، وخصوصا حال الملمات والنكبات، وتذكيرهم بأهمية الدعاء للإسلام والمسلمين في المشارق والمغارب، ليكون ذلك ديدنا لهم وطبعا فيهم، وغيرها.
د- الخبرات الصحيحة
ولذلك الخبرات التي مهمة لحياة المراهق. وقد أثّر الفهم والفكرة في الخبرات. ومن ثَمَّ نحتاج إلى المفاهيم الشاملة الملائمة بالإسلام عن الذات والنفس حتى تبرز منها الشخصية الوثيقة السليمة. فالأمثلة السابقة تعين المربي والداع في إعطاء الخبرات في الحياة اليومية. وأما من ناحية الدعوة فيمكن أن أذكر الأمثلة المحسوسة الهامة، مثل تشجيع الأهل على الدعوة إلى الله تعالى في أوساطهم التي يخالطون فيها غيرهم كالمدارس والقرابة والجيران والأصحاب، وينبغي مساعدتهم على ذلك بمدهم بالأشرطة والكتيبات والمطويات وإعلانات المحاضرات، وغيرها من السبل المشروعة للدعوة إلى الله تعالى. ويمكن استغلال طاقاتهم في ذلك، وتربيتهم على المشاركة الفعالة في وجوه الأنشطة الدعوية، مثل: إعداد الرسائل وترتيب الأشرطة وفهرستها وتصنيف الكتب وترتيبها وتنظيم المكتبات والعناية بها. وغرس شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قلوبهم، وذلك بممارسته أمامهم، وترغيبهم فيه، وحثهم عليه عند حدوث ما يستدعيه. كما قال تعالى: "يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور". (لقمان:17).
ينبغي التنبيه على أهمية رفع الروح المعنوية للملقي، وغرس الثقة في النفس، دون الوصول به إلى الغرور والإعجاب بالنفس.
هـ التوجه إلى الأهداف الصحيحة
ويمكن القول أن المراد بالأهداف هذه يعني النيات. والنية شرط من شروط قبول العمل، كما قال الرسول : إنما الأعمال بالنيات. فلازم للمراهقين أن ينوي على كل عمل يتسم به النشاط والفعالية.



الإختتام
بدأ غرس القيم الدينية منذ مرحلة طفولة، وإنما العملية النضجية في فترة مراهقة. ولذلك ماالمهن لنا والد كان أو مدرّس أو داع وداعية خاصة أو عضو المجتمع عموما يشعر بمسؤلية عن بناء المراهق. إذا كان الجميع يتعاون بينهم في أهداف موافقة كما يريدها الدين الإسلامي، فيمكن أن يقدم الأجيال الناشئة شخصياتهم النموذجية. و فيحق لنا أن نفتخر بها, و نعتز بها. ولكن الواقع قد تتأخر المسلمون عن الأمة الأخرى في كل مجال، وهذا ليس إلا أن بعض المجتمع ينظر بعين واحدة إلى إيجاد المراهق المسلم، كما يقول الإعلان من LA يعنى: يُشكُّ الشباب على مهارتهم وقدرتهم!!!.


المراجع

أ. بوديارجو والأخرون، Kamus Psikologi ، سمارنج، داهافاريس، 1987
ابن قيم الجوزية، مدارج السالكين 2، بيروت، دار الكتب العلمية، 1983م
ابن منظور، لسان العرب، الأخلاق في الإسلام، بيروت، دار صادر، دون سنة
أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب الرازي (مسكويه)، تهذيب الأخلاق، دار الحياة، بيروت لبنان، بدون السنة
أري جنانجر أغوستيان، Rahasia Sukses Membangun Kecerdasan Emosi dan Spritual ESQ ، جاكرتا، فانربيت أغرا، 2001
الإمام أبي حامد الغزالي، إحياء علوم الدين، دار المعرفة، بيروت لبنان، بدون السنة، الجزء الثالث
جلال الدين، Psikologi Agama ، جاكرتا، PT RajaGrafindo Persada ، 2004
حسن بصري ، Jiwa Remaja Dalam Pandangan Islam, dalam Cakrawala Pemikiran pendidikan Islam ، يجياكرتا، منبر فوستاكا، 2004
دانه جوهر و جن مرشل، SQ: Spritual Intelligence-The Ultimate Intelligence ، ترجمة رحني أستوتي، SQ Memanpaatkan Kecerdasan Spritual dalam Berfikir Integralistik dan Holistik untuk memaknai Kehidupan ، باندونج، ميزان، 2002
دانيل غول مين، Emotional Intellegence ، ترجمة ت. حرمايا، Kecerdasan Emosional ، جاكرتا، PT. Gramedia Pustaka Utama ، 2000
الراغب الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن، بيروت، دار المعرفة، دون السنة
سرليتو ويراوان ساروونو، Pengantar Umum psikologi ، جاكرتا، بولان بنتانج، 1982
عبد الجيب و يوسف مذكر، Nuansa-Nuansa Psikologi Islam ، جاكرتا، PT. RajaGrafindo Persada ، 2002
عبد الرحمن العيسوى، علم النفس التعليمي، دار الراتب الجامعية، بيروت، 2000م
عبد الرحمن النحلاوي، أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع، دمشق،دار الفكر، 1979م
محمد ناصر، فقه الدعوة، جاكرتا، مجلة إسلام "قبلة"، دون سنة
محمود يونس، Pedoman Da’wah Islamiyah، (جاكرتا: P.T. Hidakarya Agung، 1979م
موبين، ESQ Dalam Perspektif Tasawuf al-Gazali ، بنجرماسين، أنتساري فاريس، 2005
مورني رحماتيني، Kecerdasan Emosi (Emotional Intelligence) ، جاكرتا، Pusat Pengkajian Islam dan masyarakat (PPIM) IAIN ، 2000
نتتى حارتاتي والأخرون، Islam dan Psikologi ، جاكرتا، PT RajaGrafindo Persada ، 2004

0 komentar:

Posting Komentar